أولمبيك خريبكة لكرة القدم .. هل ستنتهي حقبة الأقفال والسلاسل والأبواب الخلفية ؟

عبدالله الفادي
من طرائف ما عاشته الساحة الرياضية الوطنية في الأيام الأخيرة، ذلك المشهد الغريب الذي رافق الجمع العام غير العادي لفريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم، والذي اختار منظموه أن يجرى خلف أبواب موصدة بـ”القفل والسلسلة”، صورة لم تلبث أن تحولت إلى مادة دسمة للسخرية والتعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط من جماهير الفريق، بل من أنصار مختلف الأندية الوطنية.
وليس التعتيم وحده من كان وراء الانقلاب على ما جاء في البلاغ الذي نشر على الصفحة الرسمية المعطلة، والذي وجه الدعوة الرسمية بالحضور إلى كل الجهات المعنية إلى جانب المنخرطين، بل ردة فعل غير مسؤولة وانتقامية تجاه بعض الأقلام التي تتابع مسار الفريق بجدية ومهنية، تلك الأقلام التي لم تتردد في فضح ما يعيشه النادي، خصوصًا في عهد المكتب الذي أغرق أولمبيك خريبكة في مختلف أنواع الأزمات، المالية منها والإدارية، وصولًا إلى السقوط المهين إلى قسم الهواة رغم نعيم التمرغ في الدعم المالي القادم من إدارة التراب.
والمثير للاستغراب أكثر هو الحياد السلبي الذي أبداه عدد من المنخرطين تجاه منع الإعلام من تغطية الجمع العام، رغم أن هذا الإعلام نفسه ظل لسنوات طويلة يرفع صوته دفاعًا عن حقهم المشروع في الانخراط وتوسيع قاعدة مؤسستهم، صمت البعض وليس الكل في تلك اللحظة الحرجة اعتبر تقاعسًا عن حماية مبدأ الشفافية، وتواطؤًا ضمنيًا مع ممارسات الإقصاء، في وقت كان المنتظر منهم أن يكونوا أول من يدافع عن حضور الصحافة باعتبارها عين الرأي العام.
غير أن ما كان يراد له أن يظل سرا بين جدران القاعة، سرعان ما تسرب إلى الخارج، ليتحول الفضاء المحيط بالمكان إلى ساحة للحوار والنقاش ونقل تفاصيل ما يجري بالداخل لحظة بلحظة بفضل مبادرة عدد من المنخرطين الذين تطوعوا بفتح هواتفهم، وقرروا أن يضعوا الإعلام أمام الحقائق، ووجد الرأي العام نفسه يتابع كل مستجدات الجمع العام بشكل مباشر وعلى مدى خمس ساعات كاملة، دون أن نكون في حاجة إلى اعتماد رسمي أو دعوة خاصة.
محاولات التعتيم لم تؤد إلا إلى نتيجة عكسية، إذ أضحى المنع نفسه أكبر حافز للوقوف على الحقائق ونقلها من دون رتوش، وجعل أولمبيك خريبكة في صدارة الأحداث، لكن ليس بإنجاز رياضي، بل بواقعة ستبقى شاهدة على أحلك مرحلة في تاريخ الفريق.
وعلى العموم، طويت صفحة أسوأ مكتب في تاريخ النادي، ونتمنى صادقين أن تطوى معه أيضًا حقبة الأقفال والسلاسل والأبواب الخلفية، وأن تسود الشفافية في تدبير شؤون الفريق، وأن يملك ساسة التسيير في المستقبل القدرة على الاشتغال في النور، بعيدًا عن كل أشكال الإقصاء والتعتيم التي لم تجلب للنادي سوى الانحدار.

Copyright © 2024