
التميز ميديا:
عاشت مدينة حطان، مساء الخميس 6 نونبر الجاري، على إيقاع حدث ثقافي وفني متميز تمثل في افتتاح فعاليات النسخة الرابعة من ملتقى “رالي القراءة”، الذي احتضنته خزانة المدينة وسط أجواء من التفاعل والإبداع، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين والفاعلين الجمعويين من مختلف أنحاء الجهة.
الملتقى تنظمه الجمعية المغربية للثقافة والفنون بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبدعم من المديرية الجهوية للثقافة والمجلس الجماعي لمدينة حطان، في إطار جهود مشتركة تروم تعزيز الفعل الثقافي المحلي وتشجيع القراءة في صفوف الشباب.
انطلق الحفل بترديد النشيد الوطني المغربي، في لحظة مؤثرة أعادت إلى الأذهان رمزية الثقافة كرافعة لترسيخ الهوية الوطنية، لتتوالى بعد ذلك الكلمات الافتتاحية الرسمية التي منحت للملتقى طابعه المؤسسي والإنساني في آن واحد.
في هذا السياق، أبرز المدير الإقليمي للثقافة الدور الذي تضطلع به الوزارة في دعم المبادرات الثقافية عبر مختلف الجهات، مؤكدا أن “رالي القراءة” يشكل فضاء حيويا لترسيخ حب الكتاب وتحفيز الإبداع المحلي. أما المدير الفني للملتقى، الدكتور بوشعيب المسعودي، فتطرق إلى الجوانب الفنية والتنظيمية، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للملتقى هو خلق دينامية ثقافية متجددة تواكب تطلعات الأجيال الصاعدة نحو المعرفة والابتكار.
من جهته، عبر ممثل الجمعية المغربية للثقافة والفنون الأستاذ الشرقي التوهامي عن اعتزاز الجمعية باستمرارية هذا المشروع الثقافي، الذي يسعى إلى جعل القراءة عادة يومية وثقافة مجتمعية، فيما أكد رئيس المجلس الجماعي لحطان استعداد المجلس لدعم مختلف المبادرات الثقافية، معبرا عن فخره باحتضان المدينة لهذا الحدث الثقافي الوازن.
وتخلل الحفل عرض شريط وثائقي استعاد أبرز لحظات النسخة الثالثة من الملتقى، متبوعا بتكريم عدد من الأسماء التي تركت بصمتها في المشهد الثقافي والإعلامي الوطني، في مقدمتهم: الإعلامي والسيناريست والمخرج الحاج أحمد بوعروة، تقديرا لمسيرته الحافلة في مجالي التلفزيون والسينما، الدكتور بوشعيب المسعودي، المدير الفني للملتقى الذي ساهم بشكل كبيرا في نجاح هذا الملتقى، الكاتب والشاعر الدكتور عبد الرحمان الوادي، أحد أبرز الأصوات الأدبية المغربية، الفاعل الجمعوي محمد الشكراوي، لما قدمه من مبادرات تطوعية في خدمة الثقافة المحلية، والفاعل الجمعوي عبد الجليل البهاني، المعروف بانخراطه المتواصل في الأنشطة الاجتماعية والثقافية بالمدينة.
وفي لمسة فنية راقية، أتحف الأستاذ سعيد بخاخ، مدير معهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، الحاضرين بوصلة موسيقية مميزة جمعت بين الأصالة والإبداع، ليضفي على الأمسية بعدا فنيا متناغما مع روح الملتقى.
كما تم تقديم مؤطري الورشات التكوينية التي تهدف إلى تنمية مهارات القراءة والتحليل والكتابة الإبداعية لدى المشاركين، إضافة إلى التعريف بمؤطري الندوة الفكرية ومؤلفي الإصدارات الجديدة التي سيتم توقيعها ضمن البرنامج العام للملتقى.
وفي خطوة تجمع بين الترفيه والتربية، عرض خلال الحفل فيلم قصير بعنوان “السجين”، تناول بأسلوب رمزي علاقة التلميذ بالكتاب، وما يواجهه الجيل الجديد من تحديات في ظل هيمنة الوسائط الرقمية، في دعوة صريحة للعودة إلى القراءة باعتبارها مدخلا للتحرر الفكري والثقافي.
واختتمت فعاليات الافتتاح بتنظيم حفل شاي على شرف الضيوف والمشاركين، في أجواء من الألفة والتواصل الثقافي، حيث تبادل الحضور النقاش حول سبل تطوير المبادرات القرائية مستقبلا.
بهذه التظاهرة، تؤكد مدينة حطان مرة أخرى مكانتها كفضاء مفتوح على الفكر والإبداع، وتكرس “رالي القراءة” كأحد أهم المواعيد الثقافية الجهوية التي تمزج بين المتعة الفكرية والرسالة التربوية، في سبيل ترسيخ ثقافة الكتاب وتعزيز الحوار بين الأجيال.
Copyright © 2024