محمد سقراط: لا تنمية بدون جدية ومحاسبة

أشرف لكنيزي-
في إطار اللقاء التشاوري الذي ترأسه السيد هشام العلوي المدغري، عامل إقليم خريبكة، حول إعداد جيل جديد من البرامج التنموية المندمجة، والذي جاء تجسيداً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة بمختلف جهات المملكة، قدّم السيد محمد سقراط، المستشار الجماعي بمدينة وادي زم وعضو لجنة الصحة والتعليم والفاعل السياسي والحقوقي وطنياً، مداخلة، عكست رؤية نقدية بناءة حول سبل تحقيق إقلاع تنموي حقيقي بالإقليم.

وأكد محمد سقراط أن هذا اللقاء التشاوري يشكل بداية انطلاقة إيجابية تحسب للمسؤول الترابي على مستوى الإقليم، لأنه يؤسس لمقاربة جديدة قائمة على الجدية والمواكبة والتتبع، مبرزاً أن النقط الأربع المندرجة في الأرضية التي قام بعرضها السيد الكاتب العام تحتاج بدورها إلى ركائز أساسية لتنزيلها، وتتلخص في الجدية في العمل والمواكبة والتتبع، وتجديد النخب على مستوى الإقليم التي ستحمل على عاتقها المسؤولية التدبيرية للمشاريع التنموية المجالية المندمجة، ثم الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة، وأخيراً الترافع الجاد عن المشاريع المجالية المندمجة التي ستقوم بها شركة التنمية المحلية CADEV بخريبكة، ويترأس مجلس إدارتها السيد عامل الإقليم لما له من كفاءة وحنكة وتجربة في البحث عن المتدخلين وتنويع الشركاء العموميين وتبسيط المساطر وتجاوز التحديات البيروقراطية من أجل إقلاع اقتصادي وتنموي بالإقليم.

كما أشار في مداخلته إلى الصعوبات المرتبطة بتدبير قطاع الصحة بالإقليم، واصفاً الوضع بـ«الكارثي»، حيث صنف الإقليم بـ«قلة الصحة»، مشيراً إلى أن المؤسسات الصحية العمومية ومستشفيات خريبكة ووادي زم صرفت عليها أموال مهمة من أجل تهيئتها وصيانتها، لكنها تظل فارغة بدون موارد بشرية ولوازم طبية كافية، مؤكداً أن مشكل العدالة في توزيع الأطر الطبية والأطباء المتخصصين من طرف وزارة الصحة لا يزال قائماً بالمقارنة مع باقي أقاليم الجهة.

وأضاف أن التشخيص موجود فعلاً في تقارير المؤسسات الدستورية، لكن ما ينقص هو مشاريع مندمجة قابلة للتنزيل بمشاركة المؤسسات العمومية المانحة لتمويل تلك المشاريع على أساس الركائز الأربعة المذكورة. كما طرح مجموعة من المقترحات الإيجابية والهادفة التي تم تدوينها ضمن مخرجات وتوصيات اللقاء التشاوري، الذي وصفه بالمهم والجذاب، واعتبره بداية انطلاقة فعلية لمرحلة جديدة من العمل الميداني.

وقد اختُتم اللقاء بالتأكيد على أن إقليم خريبكة يسير بخطى ثابتة بقيادة مولاي هشام العلوي المدغري، عامل الإقليم، وبفلسفته التنموية الجديدة الهادفة إلى إرساء نموذج تنموي محلي يترجم الإرادة الملكية السامية إلى مشاريع واقعية وملموسة تعزز مكانة الإقليم ضمن الدينامية التنموية الكبرى التي تعرفها المملكة.