حطان .. هشام المدغري العلوي “الجيل الجديد من البرامج التنموية انطلاقة لترسيخ العدالة المجالية وتعزيز جاذبية المدن”

أشرف لكنيزي

في إطار اللقاءات التشاورية الرامية إلى إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة لإقليم خريبكة، احتضن مقر دار الشباب بمدينة حطان، زوال اليوم الثلاثاء 11 نونبر الجاري، لقاءً ترأسه السيد هشام العلوي المدغري، عامل الإقليم، مرفوقا بكل من الكاتب العام لعمالة الاقليم، رئيس قسم الشؤون الداخلية، وبحضور رئيس مجلس جماعة حطان، وممثلي السلطات المحلية والمنتخبين والمصالح الخارجية والمؤسسات العمومية، إلى جانب ممثلي المجمع الشريف للفوسفاط، والشباب ومكونات المجتمع المدني.

ويأتي هذا اللقاء تفاعلاً مع التوجيهات الملكية السامية التي دعا من خلالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى إطلاق مرحلة جديدة من المبادرات التنموية، كما ورد في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، والخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية الحادية عشرة، وكذا المجلس الوزاري الأخير الذي عرف تقديم مشروع ميزانية سنة 2026، والتي تهدف إلى تحقيق العدالة المجالية وتعزيز تنافسية الأقاليم.

وخلال كلمته بالمناسبة، أكد السيد العامل أن تنزيل البرامج التنموية لا يمكن أن يتم دون المرور عبر مرحلة التشخيص الدقيق، الذي يتيح الوقوف على مكامن الخلل وتحديد أولويات كل جماعة، موضحًا أنه تم تدوين مختلف المقترحات والمشاكل المطروحة، والتي ستُعرض على لجان موضوعاتية متخصصة لدراستها بشكل عملي.

وأضاف أن هناك مطالب آنية قابلة للإنجاز السريع، وأخرى تتطلب تعبئة موارد ومجهود جماعي، مبرزًا أن كل المصالح اللاممركزة للدولة حاضرة ومستعدة للتفاعل الإيجابي، وفق رؤية واقعية تضمن التنمية المستدامة وتُسهم في خلق فرص الشغل وإحداث مناطق صناعية وخدماتية وتهيئة الفضاءات الخضراء وملاعب القرب، بما يستجيب لتطلعات الساكنة.

كما شدّد السيد هشام العلوي المدغري على أن البنية التحتية من تطهير سائل وإنارة عمومية تظل من الركائز الأساسية للتنمية المحلية، إذ تساهم في تعزيز جاذبية الاستثمار ورفع جودة الحياة داخل الجماعات الترابية.

ولم يفت السيد العامل الإشادة بالمجمع الشريف للفوسفاط، واصفًا إياه بـ“المؤسسة الوطنية الرائدة عالميًا التي يفتخر بها جميع المغاربة”، مضيفًا أن بلوغها هذه المكانة لم يكن ليتحقق إلا بفضل أبناء المناطق الفوسفاطية والأطر الوطنية.

وأضاف على أن “التنمية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين، ولا يمكن لمؤسسة واحدة أن تتحمل عبء التشغيل والتنمية لوحدها”، داعيًا الجميع إلى العمل بروح الفريق والوفاء لتوجيهات جلالة الملك من أجل بناء نموذج تنموي متكامل يليق بإقليم خريبكة.

ويُعد هذا اللقاء الثاني بعد محطة بوجنيبة، حلقةً جديدة في مسلسل إعداد البرنامج التنموي المندمج للإقليم، الذي يسعى إلى بلورة رؤية استراتيجية شاملة ومشاريع مندمجة تُترجم العدالة المجالية والتنمية المتوازنة، انسجامًا مع الرؤية الملكية السامية الهادفة إلى إطلاق جيل جديد من السياسات الترابية التي تجعل من المواطن محور التنمية وغايتها.

Copyright © 2024