
أشرف لكنيزي-
أعاد حادث مميت داخل ورش للبناء بحي الانبعاث بمدينة خريبكة، يوم أمس الثلاثاء، فتح ملف السلامة المهنية على مصراعيه، بعدما لقي عامل بناء مصرعه إثر سقوط “سرير عمل مرتفع” كان يشتغل فوقه رفقة زميل له، في ظروف وصفتها مصادر مهنية بـ“غير المؤطرة ولا المستوفية لشروط الحماية المفترضة”.
ووفق مصادر عليمة، فإن الضحية—وهو رب أسرة—كان منهمكًا في أشغال تبليط أحد الجدران حين انهار السرير الخشبي بشكل مباغت، متسببًا له في إصابات خطيرة أودت بحياته على الفور، بينما نقل زميله إلى المستشفى الإقليمي حيث يخضع للعلاجات الضرورية.
الحادث لم يكن مجرد واقعة عابرة؛ فقد أعاد إلى السطح أسئلة مؤجلة حول طبيعة ظروف العمل داخل بعض أوراش البناء، ومدى احترام أرباب المقاولات للقوانين المتعلقة بالسلامة والحماية، خصوصًا أمام تزايد وتيرة حوادث الشغل المرتبطة بغياب التجهيزات الضرورية، أو ضعف الرقابة الميدانية على أماكن الاشتغال.
وقد خلفت الفاجعة حالة حزن واستياء وسط عمال الورش وسكان الحي، الذين أكدوا أن مثل هذه الحوادث ليست استثناءً، بل نتيجة مباشرة لما يعتبرونه “تهاونًا في توفير أبسط وسائل الوقاية”. كما جددت فعاليات نقابية وحقوقية مطالبتها بتشديد المراقبة على المقاولات، وإلزامها بضمان معدات الحماية الفردية، وتأمين اجتماعي ومهني فعّال للعاملين، حتى لا تتحول أوراش البناء إلى مصدر دائم للخطر.
وتثير هذه القضية مرة أخرى الحاجة إلى مراجعة جذرية لواقع السلامة المهنية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا لصون حياة العمال، بدل تركها رهينة للاجتهادات أو القرارات الظرفية.
Copyright © 2024